بسم الله الرحمن الرحيم
جامعة طرابلس
تعقد مؤتمرها الدولي الأول للعلماء المصلحين
تحت عنوان"مسيرة الإصلاح والتجديد في سيرة سماحة العالم الرباني المجدد
الشيخ محمد رشيد الميقاتي رحمه الله"
بعون الله وتوفيقه، وبدعوة من جمعية الإصلاح الإسلامية ومجلس إدارتها ومجلس أمناء جامعة طرابلس، نظمت الجامعة مؤتمرها الدولي الأول عن بعد للعلماء المصلحين تحت عنوان "مسيرة الإصلاح والتجديد في سيرة سماحة العالم الرباني المجدد الشيخ محمد رشيد الميقاتي رحمه الله، وذلك على مدى يومين بتاريخ 13 و 14 من شعبان المعظم 1442 هـ الموافق له 26 و 27 آذار 2021 في الذكرى السنوية الأولى لرحيل العالم الرباني الشيخ محمد رشيد الميقاتي رحمه الله، والذي عقد عبر تطبيق زووم Zoom بحضور ثلة من الشخصيات العلمية والأكاديمية، وتم بثه مباشرة عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لجمعية الإصلاح الإسلامية وجامعة طرابلس وثانوية الإصلاح الإسلامية.
عقدت جلسة الافتتاح يوم الجمعة بتاريخ 13 شعبان 1442 هـ بحضور كل من دولة الرئيس محمد نجيب الميقاتي ودولة الرئيس تمام سلام ودولة الرئيس سعد الحريري ممثلاً بالأستاذ علي جناني ونائب طرابلس الأستاذ سمير الجسر وسماحة مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان ممثلاً بسماحة مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور محمد إمام، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي قرة داغي والداعية الدكتور محمد راتب النابلسي، ورئيس جمعية الإصلاح الإسلامية الأستاذ الدكتور رأفت محمد رشيد الميقاتي، ورئيس مجلس أمناء جامعة طرابلس فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الزحيلي، ورئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق ونقيب المحامين الأستاذ محمد المراد ونقيب المهندسين الأستاذ بسام زيادة، وحشد من رجال الدين والعلماء والأكاديميين والتربويين والمحامين والحقوقيين وشخصيات من المجتمع المدني ومن أسرة الفقيد الراحل رحمه الله تعالى.
استهل الافتتاح بتلاوة من القرآن الكريم لفضيلة شيخ قراء طرابلس الشيخ بلال بارودي وبعد النشيد الوطني تم عرض فيديو مصور لنشيد بعنوان "شمس الشيوخ رشيدنا المدرار عزت بك الفيحاء والأمصار".
وبعد تقديم من عريف الجلسة الافتتاحية أمين سر جامعة طرابلس الأستاذ محمد حندوش افتتح رئيس المؤتمر ورئيس الجامعة الأستاذ الدكتور رأفت الميقاتي المؤتمر حيث رحب بالحاضرين والمشاركين، ومما قاله :"باسم الله الفتاح الودود الرحمن الرحيم نفتتح المؤتمر وباسم إخواني الأكارم أعضاء مجلس إدارة جمعية الإصلاح الإسلامية ومجلس جامعة طرابلس أرحب بكم أجمل ترحيب في رحاب هذا المؤتمر المبارك، فهو ليس مجلس عزاء ولا مجلس رثاء إنما هو مؤتمر وفاء واقتداء واهتداء وتكريم واجب وناجز لعالم رباني مُصلح، نتدارس فيه مسيرة الاصلاح والتجديد في سيرة شيخنا الرباني الميقاتي محمد رشيد رحمه الله تعالى وأعلى مقامه، وذلك في إطار المحاور الخمسة : إيمانيًا ودعويًا، تربويًا وجامعيًا، فقهيًا وتشريعيًا، خيريًا وإغاثيًا، وشأنًا عامًا شاملاً لكل قضايا المجتمع".
وبعد افتتاح المؤتمر، ألقى فضيلة الداعية الدكتور محمد راتب النابلسي كلمته عن سماحة الشيخ فذكر أنه تحلى بكل صفات الداعية الناجح قائلاً :"أعتبر سماحة الشيخ الميقاتي داعية ناجحًا لأن أبناءه كلهم دعاة وهكذا يكون قد نجح في بيته وفي دعوته وليس أولى ممن نجح في بيته بأن يكون قائدًا في مسيرة الدعوة".
ثم ألقى سماحة مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور محمد إمام كلمة سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الدكتور عبد اللطيف دريان ومما قاله :"كان الشيخ الميقاتي يتعب نفسه ويستنهض من حوله في سبيل الدعوة الى الله حتى بنى الصروح التربوية والدعوية لهذا الهدف، فأينع الغرس ورسخت جذورها وامتدت ظلالها من أرض طرابلس الفيحاء الى مختلف انحاء العالم، كان الميقاتي رحمه الله عُمري الهوى فاروقي الطَّبع يصدر عن صلاح وعن إصلاح وصلابة دين ومتانة رؤيا وإلهام".
ثم ألقى رئيس مجلس أمناء جامعة طرابلس فضيلة الدكتور محمد الزحيلي كلمته فقال :"لقد كان دور ووظيفة الشيخ محمد رشيد الميقاتي أن يكون المجدد المصلح في طرابلس في هذا العصر، فكان المجدد العلمي في دراسته للشريعة الغراء من منابعها في كلية الشريعة بدمشق وكان المجدد الاجتماعي في إنشاء جمعية الإصلاح الإسلامية والمساهمة في العمل الاجتماعي كافةً والمجدد التربوي والتعليمي في إنشاء مدرسة الاصلاح وجامعة طرابلس، والأهم من ذلك في المجال التعليمي تربية اولاده البررة ليكونوا خير خلف لخير سلف وليتابعوا المسير إن شاء الله".
بعد ذلك، ألقى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فضيلة الشيخ الدكتور علي قرة داغي كلمته فقال :"سيرة الشيخ الميقاتي العطرة حافلة بالخيرات والبركات، لقد وجدته عالمًا هادئًا في سلوكه وتصرفاته وهادفًا في مؤسساته ومشروعاته وهاديًا في معارفه وعلومه ودعوته، إن الشيخ الميقاتي رحمه الله كان أمة في مشاريع الخير".
ثم كانت كلمة أسرة الفقيد الراحل سماحة الشيخ الميقاتي ألقاها نجله الشيخ الدكتور صلاح الدين الميقاتي حيث استذكر محطات من مسيرة والده وتربيته لأبناءه في المنزل والعمل، ومما قاله:"علمتنا يا والدي أن الإسلام رسالة وتضحية، وأن محرابنا هو المجتمع، ونحن نجدد العهد أمام الله بالحفاظ على ما تركتم من مؤسسات".
ثم كانت كلمة نائب طرابلس معالي الأستاذ سمير الجسر الذي قال :"كان الشيخ رشيد يعلَم أن العلوم الدنيوية على ضرورتها لا بد أن تحصن بعلم نافع يحصن العقول والقلوب من سوء استعمال العلوم، فكانت مدارس الإصلاح وجامعة طرابلس عنوانًا للتعليم ولتهذيب النفوس من شرور الأعمال، حيث إن التجديد الأهم لدى سماحة الشيخ رشيد رحمه الله كان في وضعه حجر الأساس للتعليم العالي في طرابلس الذي بدأه بإنشاء كلية الشريعة والدراسات الإسلامية وأتبعه بكليات مختلفة منها كلية الآداب والعلوم الإنسانية حتى كرت السبحة في تأسيس الجامعات أو فروع الجامعات في العلوم المختلفة".
بعد ذلك ألقى دولة الرئيس تمام سلام كلمته فقال :"هنيئًا لطرابلس ولبنان بصروح المدنية والحضارة التي شيدها سماحة الشيخ محمد رشيد الميقاتي رحمه الله، وهنيئا لهذه الصروح بمن ربّى من ذرية صالحة متمثلة بأبنائه البررة ورفاق الدرب الذين يحافظون على الأمانة ويحملون الراية ويكملون المسيرة".
ثم ألقى دولة الرئيس نجيب ميقاتي كلمة فقال :"إن صاحب هذه الذكرى كان من رواد مفاهيم الإصلاح، عرفتُه رجل علم ودين وقانون وإصلاح وتجديد، لا يعرف الكلل والملل يعمل بكل قوة وعزة وإباء وعطاء، وكان صاحب قلب دافق بالحب والحنان".
أخيرًا ألقى الأستاذ علي جناني مستشار دولة الرئيس سعد الحريري للشؤون الإسلامية كلمته، فقال :"أدعو بالرحمة والمغفرة لمن ترك أجمل البصمات في تاريخ طرابلس المعاصر، حيث حازت أسرته ميزة خدمة الأثر الشريف وبرز منهم مفتون وأمناء فتوى ومؤقتون وأصحاب دولة أعزاء، وكان من ثمار الشيخ رحمه الله جمعية الإصلاح الإسلامية التي انبثقت منها مؤسسات تعليمية رائدة ارتقى منها الكثيرون منهم سماحة مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور محمد إمام،أخيراً أدعوكم أيها الحاضرون إلى الغوص في مكنونات هذه الشخصية الفذة".
وقد تخلل الجلسة الافتتاحية عرض فيديو مصور حول معالم من مسيرة سماحة الشيخ الميقاتي وأهم المحطات التي خاضها وأبرز الإنجازات التي حققها على مدى ثمانية عقود من العمل الخيري والدعوي والتربوي والتعليمي.
ثم استمرت جلسات المؤتمر الخمس على مدى يومين، حيث عقدت الجلسة الأولى في المحور الايماني والدعوي وترأسها سماحة مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور محمدإمام تناوب فيها على الحديث كل من الأمير الشيخ الدكتور خليل الأيوبي عضو الهيئة التأسيسية لجمعية الإصلاح الإسلامية، والأستاذ الشيخ عزام الأيوبي الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان، والأستاذ محمد شقرا عن جماعة عباد الرحمن، والشيخ محمد الشاتي رئيس هيئة علماء المسلمين في لبنان، والشيخ محمد الحاج الأمين العام لهيئة علماء فلسطين في الخارج، والدكتور صلاح الدين الميقاتي عضو مجلس أمناء جامعة طرابلس.
أما الجلسة الثانية فقد عقدت في المحور التربوي والجامعي وترأسها عضو مجلس أمناء الجامعة ورئيس معهد التفكر الاسلامي في تركيا معالي الدكتور محمد غورماز وتحدث فيها كل من الأستاذ الدكتور محمد درنيقة عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة طرابلس، والأستاذ الدكتور علي بقاعي العميد السابق لكلية الشريعة والدراسات الاسلامية في جامعة طرابلس، والأستاذ الدكتور صلاح عبد السميع عميد كلية التربية في الجامعة، والأستاذ الدكتور محمد المعتصم بالله البغدادي رئيس قسم العقائد والأديان في الجامعة، والأستاذ الدكتور صلاح الدين أرقدان رئيس الجمعية اللبنانية للعلوم والأبحاث، والدكتور عماد بسام غنوم المحاضرة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة طرابلس، والأستاذ محمد خالد محمد رشيد الميقاتي مدير عام ثانوية الإصلاح الإسلامية.
ثم عقدت الجلسة الثالثة في المحور الفهي والتشريعي برئاسة فضيلة الدكتور محمد الزحيلي رئيس مجلس أمناء الجامعة تحدث فيها كل من معالي الأستاذ عمر مسقاوي نائب رئيس المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى في لبنان وعضو مجلس أمناء جامعة طرابلس والأستاذ الدكتور حسام سباط المحاضر في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية، والشيخ محمد أسوم الإعلامي وأمين السر المساعد لسماحة الشيخ الراحل والأستاذ الدكتور رأفت محمد رشيد الميقاتي رئيس الجامعة.
وعقدت الجلسة الرابعة في المحور الخيري والإغاثي والتي ترأسها الأستاذ الدكتور رأفت محمد رشيد الميقاتي رئيس جمعية الإصلاح الإسلامية ورئيس جامعة طرابلس والتي تحدث فيها الأستاذ توفيق الشريف المدير العام السابق للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة في القاهرة، والأستاذ فيصل الزامل رئيس لجنة التعريف بالإسلام في الكويت، والاستاذ الدكتور عيسى الدريبي من المملكة العربية السعودية، والسفير الدكتور بسام نعماني، والمحامي الأستاذ بسام شوكت كبارة،
أما الجلسة الخامسة والأخيرة فقد عقدت في محور الشأن العام وترأسها النقيب الأستاذ محمد المراد نقيب المحامين في طرابلس والشمال وتحدث فيها الدكتور رياض يمق رئيس بلدية طرابلس، والأستاذ توفيق دبوسي رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال، والنقيب الأستاذ بسام الداية نقيب المحامي الأسبق، والنقيب المهندس بسام زيادة نقيب المهندسين في طرابلس والشمال، والمهندس عبد الله بابتي، والمحامي الأستاذ مصطفى عجم.
اختتم المؤتمر بدعاء وتضرع إلى الله سبحانه وتعالى رفعه كل من نجل الراحل الأستاذ الدكتور رأفت الميقاتي وابنته الأستاذة علية الميقاتي، اللذين قاما أيضاً بشكر الشخصيات التي حضرت المؤتمر والمتحدثين واللجنة التحضيرية واللجنة العلمية وكل من أسهم في إنجاح المؤتمر الأول للعلماء المصلحين الذي عقدته جمعية الإصلاح الإسلامية.