المناسبات

رئيس جامعة طرابلس لبنان في افتتاح الندوة العلمية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية: عشية تعديل مناهج التعليم العام ندعو إلى إنصاف اللغة العربية تعزيزًا لما تبقى من عروبة الهوية والانتماء في لبنان

بسم الله الرحمن الرحيم
رئيس جامعة طرابلس لبنان في افتتاح الندوة العلمية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية:
عشية تعديل مناهج التعليم العام ندعو إلى إنصاف اللغة العربية تعزيزًا لما تبقى من عروبة الهوية والانتماء في لبنان


بعون الله تعالى وتوفيقه نظمت جامعة طرابلس بالتعاون مع الملتقى العالمي للغة العربية ندوة علمية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وذلك تحت عنوان "لغتي حاضري ومستقبلي".

عقدت الندوة صباح يوم السبت الرابع عشر من جماد الأول 1443 هجرية الموافق 18 ديسمبر 2021 في تمام الساعة العاشرة والنصف بتوقيت لبنان، عبر المنصة الالكترونية .

استهلت الندوة التي أدارها عضو الهيئة التدريسية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة الدكتور عماد غنوم بتلاوة من القرآن الكريم ونشيد الجامعة، بعد ذلك افتتح رئيس جامعة طرابلس لبنان الأستاذ الدكتور رأفت محمد رشيد الميقاتي الجلسات العلمية ، وأكّد أنه يكفي العربية منزلة ومكانة أنها لغة الوحي الخاتم على قلب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم .

وأشار إلى أن العربية صمدت في وجه حملات الإبادة المنظمة ، وأنها تعاني اليوم من العنصرية والاضطهاد ، والكراهية والإبعاد ، تارة من أعداء أمتنا ، وتارات كثيرة من من بني قومنا وجلدتنا ، فهي الأم التي تبرّأ من عطائها كثير من أبنائها العاقين وتنكَّر لها كثير من أحفادها الجاهلين .
وأضاف أن تعليم علوم العربية على اختلاف أنواعها في الأعوام الجامعية الأربعين بجامعة طرابلس التي أرادها مؤسسها العالم الرباني الشيخ محمد رشيد الميقاتي جامعة ربانية ، يدفعنا إلى المضي في الحفاظ على رَحِم ثقافتنا ونسيج هويتنا .
وختم بنداءين الأول دعوة للعالم أجمع إلى قراءة رسالة السماء إلى الأرض قراءة منصفة موضوعية بلسان عربي مبين لتلمس سعادة الدارين وطريق النجاة بعد شقاء طويل ، والنداء الثاني إلى القيادات الروحية والتربوية والسياسية في لبنان عشية تعديل مناهج التعليم العام لإنصاف لغتنا الأم إنصافا يليق بها في كل المراحل الدراسية وتصحيح مسار اختزالها وتفريغها وإقصائها على مدى ربع قرن ، وتعزيز ما تبقى من عروبة الهوية والانتماء في لبنان .

ثم بدأت الجلسة العلمية الأولى التي تحدث فيها عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية الأستاذ الدكتور عمر عثمان الذي بيّن أثر اللغة العربية في وحدتنا وعزّتنا ، فلغة الضاد بحر عميق فيه الدرّ المكنون ...
كانت وما زالت تفي بكلّ متطلبات العصر ، فهي من أغنى لغات العالم لأنها لغة الفكر الناطق بأروع الحروف والكلمات ، ودعا أبناء اللغة العربيّة للارتقاء بأنفسهم كي يكون لهم شأن بين الأمم .

ثم ألقى نائب الملتقى العالمي للغة العربية الدكتور إبراهيم الموسى كلمة الملتقى، فاستعرض مكانة اللغة العربية وما قاله فيها المستشرقون مؤكدا جمالها وقوتها وشرفها بين اللغات.

ثم تحدث رئيس هيئة الأمناء ومدير المشروعات بدار المخطوطات في اسطنبول الأستاذ الدكتور فيصل الحفيان ومما قاله: في اليوم العالمي للغة العربية الذي اختير له هذا العام عنوان التواصل الحضاري نجد أن هذا العنوان يتنافى مع العولمة التي هي إلغاء للآخر ومسخ له ، داعيا إلى الارتقاء بتعاملنا مع العربية من مستوى التواصل إلى مستوى التفكير وصناعة الفكر حتى نقوم بفعل الشهود الحضاري ، فالعربية ليست لغة فقط ، بل هي دين وعلم ، وهي التي تَنطقُنا ولا ننطقها ، ولا بد أن نزرع في أبنائنا حبها وحب حروفها وتراكيبها للوقوف في وجه الرياح العاتية المعادية لها.

وفي ختام الجلسة الأولى تحدث الأستاذ الدكتور محمد حسان الطيان من جمعية الراسخين في العلم بالكويت عن قدرة اللغة العربية على استيعاب العلوم المختلفة، وكيف أنها كانت في وقت من الأوقات لغة العلم الوحيدة، متوقفاً عند محطات جمالية في أساليبها وجملها المبتكرة.

وبعد الجلسة الأولى مباشرة عقدت الجلسة العلمية الثانية التي تحدث في مستهلها عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة طرابلس الأستاذ الدكتور عبدالجواد حمام، حيث تناول أهمية دراسة اللغة العربية لطالب علم الشريعة، وأوضح الدور الذي تلعبه اللغة العربية في فهم مقاصد الشريعة الغراء وإتقانها، كما تحدث عن البرامج التي تطلقها الجامعة في سبيل تعليم اللغة العربية للطلاب العرب وللناطقين بغيرها أيضاً.

ثم تحدث عضو الهيئة التدريسية في الجامعة الدكتور محمود درنيقة حيث استعرض بعض تجليات التخلي عن استخدام العربية في المجتمع، لاسيما في الحياة اليومية، وعلى وسائل الإعلام فضلاً عن وسائل التواصل الاجتماعي، مشددًا على خطورة ذلك فكرياً وحضاريّا.

ثم تحدث الدكتور سميع الله زبيدي من باكستانالذي تكلم على واقع اللغة العربية في باكستان وإقبال الباكستانيين عليها، لأنها لغة القرآن ولغة الدين، واستعرض بعض الخطوات التي تنفذها الجامعات الباكستانية في تعليم اللغة العربية للطلاب في الثانويات والمعاهد والجامعات.

وأخيراً ألقى الدكتور عاطف اسماعيل زبيدي كلمة شدد فيها على ضرورة الاعتزاز باللغة العربية والاهتمام بها في جامعاتنا وبلداننا العربية، وعدم الخجل من استعمالها، مركزاً على دور الهيئات والمؤسسات الأهلية في نشر اللغة العربية.

وفي الختام شكر رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور رأفت الميقاتي المشاركين على كلماتهم العلمية والفكرية القيمة والمهمة والتي قدموها في جلسات المؤتمر ودعا الجميع إلى العمل والتعاون في سبيل نشر اللغة العربية في العالم.

https://www.facebook.com/139540469407201/posts/5199720750055789/