أخبار الجامعة

كلمة عميد كلية إدارة الأعمال الأستاذ الدكتور عمار شريف يكن ممثلا جامعة طرابلس - لبنان في الورشة الخاصة برؤساء الجامعات العربية / معايير تصنيف الجامعات العالمية والاستفادة من التجربة الماليزية

19 April 2020

كلمة عميد كلية إدارة الأعمال الأستاذ الدكتور عمار شريف يكن
ممثلا جامعة طرابلس - لبنان
في
الورشة الخاصة برؤساء الجامعات العربية / معايير تصنيف الجامعات العالمية والاستفادة من التجربة الماليزية
التاريخ: 25 شعبان 1441 ه، الموافق في 18 أبريل 2020 م.
خلال فعاليات المحفل العلمي الدولي السادس
المنعقد في الفترة (18-21 أبريل 2020 م)
والتي تنظمه جامعة السلطان زين العابدين في ماليزيا، والجامعة العراقية في العراق، وجامعة العربي التبسي في الجزائر، ومنصة "أريد" للعلماء والخبراء والباحثين، وعدد من الجامعات العربية والعالمية.

نحو بناء معايير عالمية للجامعات العربية والإسلامية

يعاني موضوع تصنيف الجامعات من إشكالية مثيرة للجدل على المستوى الدولي. هنالك مجموعة كبيرة من المنظمات التي تقوم على تصنيف الجامعات عالمياً، نذكر منها ARWU،THE، QS، وغيرها الكثير من الهيئات والمنظمات التي تعنى بموضوع التصنيف العالمي. إن كثرة هذه المنظمات تستدعي من الجامعات الانتباه جيداً على مستوى اتخاذ قراراتها المعتمدة في اتجاه اختيار المعايير التصنيفية المناسبة لها Indicators نظراً لتعددها.
كما ينبغي أن تراعي معايير التصنيف الدولية خصوصيات الجامعات واختلافاتها. كما ينبغي أن تراعي تلك المعايير الطلاب واختلافاتهم الثقافية والمناطقية، وكذلك أن تراعي الحكومات وأصحاب المصالح المتعلقة بالجامعة.
إذا عدنا إلى المعايير، أو المبادئ المختلفة التي تصنّف الجامعات على أساسها، لا نجد أنها موحّدة، ومتماسكة، ومنسجمة. والتوصية التي سنتجه نحوها من خلال هذه المداخلة، هي اقتراح بناء منظومة معايير تصنيفية جديدة للجامعات العربية والإسلامية.
هناك مجموعة من الإشكاليات، نذكر أهمها:
أولاً – فيما يتعلق بتصميم المعايير الجامعية، ينبغي عدم توحيد تلك المعايير. إذ لكل جامعة أبعاد تهتم بها أكثر من غيرها. هناك جامعات تهتم بموضوع البحث العلمي، وأخرى تركّز على موضوع التعليم، على سبيل المثال. فمركبات المعايير التصنيفية ليست موحدّة حالياً، ومن الصعب توحيدها، إذ ينبغي أن تراعي خصوصيات الجامعة، وألا تكون عشوائية.
ثانياً- ينبغي أن تراعي المعايير حجم الجامعة: الكادر البشري، عدد الكليات، المنظومة العلمية التي تستند إليها الاختصاصات المختلفة. فليست كل الجامعات متساوية في هذه الأبعاد.
ثالثاً- أن تراعي المعايير الجامعات التي لديها مراكز أو مؤسسات ملحقة بها. نذكر على سبيل المثال، مركز خدمة المجتمع، المستشفيات الجامعية، حاضنات الأعمال وغيرها. فإنّ هذه المعايير لا تأخذ هذا الجانب بعين الاعتبار... على الرغم من أهميته بالنسبة للجامعات.
رابعاً – الشفافية في المعايير: ينبغي أن تكون المنظمة التي تصنّف الجامعات شفافة بعرضها لتلك المعايير: على مستوى الافصاح عن عدد المنشورات والاقتباسات، وأن تشرح منهجياً وبوضوح تام تلك المعايير وكيفية اختيارها والاعتماد عليها.
خامساً- مراعاة الاختلاف بين الجامعات على مستوى رسالة الجامعة، التي هي هوية الجامعة. إذ ليست للجامعات رسالة موحدة. فاختلاف الرسالة بين الجامعات لا يحتم أن تُعتَمَد معايير موحدة لتصنيفها. فبعض الجامعة لها توجّه دولي..وبعضها محلي، وبعضها دولي ومحلي. وكما وتختلف الجامعات بعدد كلياتها وطبيعة هذه الكليات. لدى بعضها كليات هندسية، ولدى البعض الآخر كليات إنسانية. وكذلك تختلف بسبب حجم ارتباطها بسوق العمل.
سادساً- إشكالية اللاتأكد uncertainty، من حيث ظروف البلد الأمنية والسياسية والاقتصادية، ومقدار الاستقرار فيها، وكذلك إشكالية قياس معامل التأثير Impact Factor، إذ هناك عدة جهات تقيس ذلك بطرق مختلفة. فموضوع اللاتأكد وعدم الاستقرار فيما يخص الدولة التي توجد فيها الجامعة، ومن جهة أخرى على الجانب العلمي الذي تقاس فيه البحوث والمنشورات الجامعية.
سابعاً- إشكالية الفروق الرقمية في مستوى التصنيف. يمكن أن تأخذ جامعة تصنيفا بدرجة ١٥٠، وأخرى بدرجة ٢٥٠، ويكون الفرق بين مستوى المنشورات مثلاً ١٠% فقط.. فالأرقام المبالغ فيها في التصنيف ينبغي ألا نعطيها هذا القدر من الأهمية، بقدر ما نولي موضوع الشفافية أهميته، وندخل إلى التفاصيل لنعرف ما هي الفروق المفصلية لهذه التصانيف.
ثامناً- إشكالية عدم الأخذ ببعض الأبعاد على المستوى التعليمي، الأثر الاجتماعي للجامعة، الأثر الريادي المرتبط بالانتاج العلمي. وهذا لا يؤخذ بعين الاعتبار في كثير من المعايير التي تعتمدها منظمات التصنيف العالمي، مما قد يسيء إلى مستوى تصنيف بعض الجامعات.
تاسعاً- تفاوت أداء الأقسام العلمية في الجامعة: هنالك أقسام هندسية لها قوة تأثيرية على مستوى نشر البحث العلمي، وخاصة التكنولوجية التي لها وقع بالغ الأهمية في عصرنا الحالي. وهناك أقسام أخرى لا يعطيها المجتمع العلمي أهمية كأهمية التكنولوجيا، كالأقسام الإنسانية والفلسفية والنفسية. وبالتالي حين تعطى الجامعة تصنيفاً عاماً، تُظلَم فيه هذه الأقسام.
توصيتي إلى منصة "أريد" وإلى القيّمين على المحفل العلمي الدولي والسادة رؤساء الجامعات، هي أن نوحّد جهودنا نحو بناء منظومة معايير تصنيف عالمية، تتلاءم مع المجتمع العربي والإسلامي، وتراعي الاختلافات المذكورة أعلاه.
وفي الختام، أتمنى للمحفل العلمي الدولي النجاح الباهر إن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.